حماة البرية: معركة حرمون في سبيل الحفاظ على الثديات

الهدف العام

يهدف هذا المشروع إلى تحديد قيمة التنوع البيولوجي للموقع، وتقييم التأثيرات السلبية للممارسات الزراعية الحالية على بساتين الزيتون، واقتراح استراتيجيات للتخفيف من هذه التأثيرات. سيتم مشاركة النتائج مع الجهات المعنية لتوجيه خطط الحفاظ المستقبلية.

— بقلم البروفيسور غسان جرادي، نشرته منظمة البيئة من أجل الحياة (EFL)

في قلب راشيا، تتكشف أزمة صامتة بينما يعبر الخبراء المحليون وأفراد المجتمع عن قلقهم إزاء التراجع المستمر في تعداد الثدييات في المنطقة. كشفت مقابلات حديثة مع السكان وأصحاب المصلحة أن المنطقة تعد موطنًا لـ 12 نوعًا مميزًا من الثدييات، يلعب كل منها دورًا حيويًا في النظام البيئي المحلي، رغم أن العديدًا منها يواجه خطر الانقراض.

أكد الناشطون في مجال الحفاظ على البيئة أن أنواعًا مثل كانيس لوپس بالليبس، فيلس سيلفستريس تريسترامي، وهيانا هيانا سوريا تعتبر معرضة للخطر بشكل خاص. ورغم أن هذه الأنواع قد لا تُعدّ بعد رموزًا للجهود الدولية للحفاظ على البيئة – إذ تُصنّف في الغالب ضمن فئة الأقل قلقًا – إلا أن وضعها على المستوى الوطني يتراوح بين الضعف والتهديد بالانقراض، مما يعكس واقعًا أكثر خطورة على المستوى المحلي.

على قدم المساواة، هناك أنواع ذات أهمية اقتصادية تسهم في الحفاظ على التوازن البيئي. من بينها، يلعب إيريناس يوروبيا كونكلور، المفترس الفعال للحشرات، دورًا محوريًا في السيطرة على أعداد الحشرات الضارة التي تهدد النباتات المحلية. كما تؤكد أنواع أخرى، بما في ذلك عدة أنواع من الخفافيش والثدييات الصغيرة، على التنوع والقيمة البيئية للتركيبة الحيوية في راشايا.

ومع ذلك، فإن التراجع لا يعود فقط إلى التغيرات البيئية؛ إذ تواصل المعتقدات المحلية المتجذرة ونقص الوعي العام تعريض هذه الأنواع للمخاطر. فرغم الشهرة الواسعة لحيوانات مثل الثعلب الأحمر والضبع، أدت التقاليد والأساطير إلى تأييد الكثير من القرويين لإبادتها، إذ تربطها حكايات تاريخية بسوء الحظ وخسائر مثل سرقة الدواجن أو قصص تحذيرية تناقلتها الأجيال.

ويمتد الجدل ليشمل الحيوانات المفترسة التي تتربع على قمة السلسلة الغذائية؛ فالذئاب والضباع، على الرغم من أهميتها البيئية، تواجه اضطهادًا مستمرًا. إن هذا الضغط البشري لا يعطل التوازن الطبيعي فحسب، بل يهدد أيضًا بدفع هذه الأنواع الحيوية نحو حافة الانقراض.

يتفق قادة المجتمع والناشطون في الحفاظ على البيئة على أن مفتاح عكس هذا الاتجاه يكمن في التعليم. وقال أحد المدافعين المحليين: «من الضروري زرع الأفكار الإيجابية في نفوس أطفالنا وتوعية البالغين بالأدوار التي تلعبها هذه الحيوانات في الحفاظ على الأنظمة البيئية الصحية». يُعد هذا النهج الخطوة الأولى نحو تعزيز التعايش المتناغم بين البشر والحياة البرية.

بينما تواجه راشايا تحديات الحفاظ على البيئة والمعتقدات الثقافية، يبقى مستقبل تراثها الثديي على المحك. النداء للتغيير واضح: إن الجهد الجماعي لاحتضان ممارسات مستدامة واحترام الطبيعة قد يكون الفارق بين تنوع بيولوجي مزدهر وخسارة لا يمكن استردادها.

مقالات ذات صلة

كشف النقاب عن الزواحف والبرمائيات المخفية في لبنان: اكتشافات جديدة في توزيع الأنواع

يتميز لبنان بتضاريسه المتنوعة، من السهول الساحلية إلى السلاسل...

حماية الأقارب البرية للمحاصيل في لبنان: خارطة طريق للحفظ

يعد لبنان، الواقع ضمن الهلال الخصيب، من أبرز المناطق...

جبل حرمون: تحديات المناخ تطرق بابه

جبل حرمون، هذا المعلم الطبيعي الشامخ الذي يمتد بين...

جبل حرمون: القمة المقدسة التي تربط الأديان والتاريخ

بارتفاعه الشاهق البالغ 2,814 متراً فوق سطح البحر، يُعرف...

إنقاذ قلب لبنان الأخضر: تحديد وحماية المناطق النباتية الهامة

يُعدّ لبنان، جوهرة البحر الأبيض المتوسط، موطناً لتنوع نباتي...

الأنواع المتوطنة

The most common annual Anthemis of Mt Hermon highlands | 2000+ Hhermon | Photo © albert keshet
Anthemis rasheyana

إقحوان راشيا

أنثيميس الرشايانية (Anthemis rasheyana)، المعروفة باسم إقحوان راشيا، هي نوع من النباتات المزهرة موطنها منطقة راشيا في لبنان. تنتمي إلى عائلة النجمية (Asteraceae) وترتبط...
Hermon Maple

قيقب حرمون

القيقب الحرموني (Acer hermoneum) هو نوع نادر من أشجار القيقب موطنه شرق البحر الأبيض المتوسط، ويوجد بشكل رئيسي في لبنان وسوريا، بما في ذلك...
النعار السوري

النعار السوري

طائر النعار السوري (Serinus syriacus)، المعروف أيضًا باسم النعار الشرقي، هو طائر عصفور صغير ينتمي إلى عائلة الشرشوريات (Fringillidae). يوجد هذا الطائر في منطقة...